الذكاء الاصطناعي: قوة اقتصادية قادرة على تحقيق 4 تريليونات دولار سنوياً

تبرز منطقة الشرق الأوسط كواحدة من المناطق الرائدة في تبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطويرها. من تحسين الإنتاجية إلى تعزيز الاستدامة والحوكمة، أصبح الذكاء الاصطناعي عنصرًا رئيسيًا في استراتيجيات التنمية الإقليمية. التقت صحيفة الشرق الأوسط مع سعد توما، المدير العام لشركة آي بي إم في الشرق الأوسط وأفريقيا، للحديث عن دور شركته في دعم هذه الاستراتيجيات ومواجهة تحديات مثل فجوات المهارات والحوكمة وقضايا الاستدامة.

الذكاء الاصطناعي: تحول تقني رئيسي

يقول سعد توما: “إن الذكاء الاصطناعي يمثل تحولًا تقنيًا أساسيًا، يماثل في أهميته اختراع الترانزستور أو الإنترنت”. وأكد أن هذه التقنية تحمل إمكانيات إنتاجية هائلة يمكنها تحقيق مكاسب تصل إلى 4 تريليونات دولار سنويًا. ويكمن هذا في قدرة الذكاء الاصطناعي على أن يكون نظامًا مفتوحًا، هجينًا، وموثوقًا.

تركز آي بي إم على الابتكار وزيادة الإنتاجية من خلال منصتها المتطورة واتسون إكس، التي تتيح للمؤسسات تدريب وإدارة نماذج الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع. كما تتضمن المنصة أدوات مثل watsonx.ai وwatsonx.data وwatsonx.governance، التي تغطي دورة حياة الذكاء الاصطناعي بأكملها، مما يساعد الشركات على استثمار بياناتها بفعالية.

الذكاء الاصطناعي التوليدي: ميزة تنافسية

بحسب أبحاث آي بي إم، يرى 75% من الرؤساء التنفيذيين أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمثل ميزة تنافسية مهمة. وفي الشرق الأوسط، تُستخدم هذه التقنية لتطوير خدمات العملاء وتبسيط العمليات وتحديث التطبيقات.

يؤكد توما أن الذكاء الاصطناعي التوليدي ليس مجرد أداة، بل هو منظومة متكاملة تساهم في تحسين الكفاءة والابتكار. على سبيل المثال، ساعدت منصة واتسون إكس في تقليل أوقات الانتظار لمكالمات خدمة العملاء بنسبة 30%، وزيادة رضا العملاء بنسبة 40%. كما وفرت آي بي إم كونسلتينغ حوالي 50,000 ساعة سنويًا في عمليات الموارد البشرية باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي.

دعم الاستدامة عبر الذكاء الاصطناعي

تستخدم آي بي إم تقنيات الذكاء الاصطناعي لمعالجة تحديات الاستدامة في المنطقة. على سبيل المثال، تعمل في مركز الملك عبد الله المالي في الرياض على تحسين صيانة أكثر من 100,000 أصل في 94 مبنى، مما يقلل التكاليف والتأثير البيئي.

كما تسهم حلول آي بي إم الأخرى، مثل منصة Envizi، في مراقبة وتقليل استهلاك الطاقة في أكثر من 600 موقع عالميًا. وتدعم تقنيات أخرى التخطيط المستدام للمدن، مثل أداة Modeling Urban Growth التي تتنبأ بتوسع المدن.

التحديات التي تواجه تبني الذكاء الاصطناعي

رغم إمكانياته الكبيرة، يواجه الذكاء الاصطناعي عقبات عديدة في الشرق الأوسط، منها:

1. فجوات المهارات: يمثل نقص المهارات والخبرات تحديًا كبيرًا.
2. تعقيد البيانات: تحتاج الشركات إلى استراتيجيات فعالة لإدارة البيانات.
3. التكاليف: رغم التقدم، تبقى التكلفة عائقًا لبعض المؤسسات.
4. الحوكمة: تتطلب ممارسات الذكاء الاصطناعي الحوكمة لضمان الشفافية والإنصاف.

5. 

الاستثمار في تطوير المواهب

تلتزم آي بي إم بتدريب مليوني متعلم عالميًا بحلول 2026 و30 مليونًا في المهارات الرقمية بحلول 2030. يشمل ذلك الشرق الأوسط من خلال شراكات مع جامعات مثل جامعة الملك سعود وجامعة زايد. كما يدعم برنامج “همة” في السعودية رؤية 2030 من خلال رفع مهارات الشباب في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.

بناء الثقة في الذكاء الاصطناعي

تعمل آي بي إم على ضمان الثقة في الذكاء الاصطناعي من خلال تبني أخلاقيات واضحة وتنظيم ذكي يوازن بين الابتكار والاحتياجات المجتمعية. تساعد أدوات مثل watsonx.governance الشركات على تطبيق ممارسات مسؤولة في مجال الذكاء الاصطناعي.

خريطة طريق نحو المستقبل

تظهر إمكانات الذكاء الاصطناعي التحويلية في مشروعات مثل التنمية الحضرية المستدامة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي. ومعالجة تحديات مثل فجوات المهارات والحوكمة تعد أمرًا أساسيًا للنمو المستدام. يقول توما: “نجاح الذكاء الاصطناعي لا يعتمد فقط على التكنولوجيا، بل على تمكين الناس من استخدامها بفعالية”