[ad_1]
ما كنا نخشاه بالأمس، ونظنه خطراً بعيداً على البشر، أصبح واقعاً مضطرين للتعامل معه، الذكاء الاصطناعى الذى كان يناقش المحللون مدى خطورته على الوظائف البشرية واحتمالية استبدالهم بالآلات، اليوم تم الكشف عن برنامج مدعوم بتلك التكنولوجيا، بالفعل سيقضى على كثير من وظائف البشر بعد أن تصبح آلية.
موضوعات مقترحة
ChatGPT ذلك الاسم، الذى بات هوساً للملايين حول العالم، وهو ما سينقلنا إلى مرحلة جديدة، تشبه النقلة التى حدثت للبشر فى الثورة الصناعية فى القرن الثامن عشر، وأيضاً النقلة التى حدثت مع ظهور الإنترنت والحواسب فى السبعينيات.
لكن ما هو ChatGPT؟ هو تطبيق للدردشة الذى طورته شركة OpenAI الأمريكية، يجيب عن أسئلة وطلبات المستخدمين وقادر على حل مسائل رياضيات معقدة، وكتابة رموز برمجة أيضا، وقد تأسست OpenAI فى عام 2015 من قبل المستثمرين الشهيرين إيلون ماسك وسام ألتمان ويدعمها مستثمرون آخرون أبرزهمMicrosoft.
إنه أحد الأمثلة العديدة لما يعرف بـ “الذكاء الاصطناعى التوليدى”، وهى الأدوات التى تسمح للمستخدمين بإدخال أوامر مكتوبة، وتلقى نصوص أو صور ومقاطع فيديو جديدة شبيهة لما يقوم به البشر، تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعى.
ChatGPT ليس الوحيد فى هذا المجال، لكنه أحدثهم وأكثر تطوراً حتى الآن، لكن من بين الأمثلة الأخرى Dall-E ، وهو برنامج تحويل النص إلى صورة من OpenAI الذى جذب انتباه الأشخاص الذين أسرتهم قدرته على ابتكار صور واقعية.
كما يوجد أيضاً Lensa، وهو تطبيق يعتمد على مشروع ذكاء اصطناعى مفتوح المصدر، لتحويل صور السيلفى إلى صور ذاتية مستوحاة من كل شىء من الخيال العلمى إلى الرسوم المتحركة.
وفى حالة ChatGPT، الخدمة عبارة عن أداة قائمة على النص، يمكنها إنتاج ردود شبيهة بالبشر لطلبات المستخدمين – من الشعر بأسلوب ويليام شكسبير، إلى النصيحة بشأن ما يجب فعله لحفلة عيد ميلاد طفلك.
مميزات كبيرة
يتم تشغيل ChatGPT بواسطة نموذج اللغة LLM، مبرمج لفهم لغة الإنسان وإنشاء ردود بناءً على مجموعة كبيرة من البيانات، ما يجعل ChatGPT مثيرًا للإعجاب هو قدرته على إنتاج ردود شبيهة بالبشر، ويرجع الفضل فى ذلك إلى حد كبير إلى الكميات الهائلة من البيانات التى يتم تدريبها عليها، الشىء الآخر الذى يميز ChatGPT هو قدرته على تسجيل السياق من رسائل المستخدمين السابقة فى سلسلة رسائل واستخدامها لتكوين الردود لاحقًا فى المحادثة.
لم ينجح أى تطبيق ذكاء اصطناعى، عام فى تحقيق هذا النوع من التأثير والشعبية الذى يتمتع به ChatGPT. فهو موضوع عدد لا يحصى من المنشورات على صفحات وسائل التواصل الاجتماعى، وأحاديث مجتمع الأعمال فى المنتدى الاقتصادى العالمى، فى دافوس فى سويسرا، ما دفع شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة Baidu لصناعة نسختها الخاصة التى تسمى Ernie Bot.
وقد سجل روبوت الدردشة ChatGPT، مليون مستخدم فى الأيام الخمسة التى أعقبت إطلاقه، وفقًا لتغريدة من ألتمان فى 5 ديسمبر. وبحلول يناير، جمع البرنامج 100 مليون مستخدم نشط بعد شهرين فقط من إطلاقه، مما يجعله أسرع تطبيق للمستهلكين نموًا فى التاريخ، وفقًا لمذكرة أصدرتها شركة UBS.
فعلى سبيل المثال، استغرق تيك توك 9 أشهر للوصول إلى 100 مليون مستخدم، فيما احتاج إنستجرام إلى عامين ونصف العام. وفى يوم 31 يناير كان يوما تاريخيا لـChatGPT، حيث حصد موقعه الإلكترونى 28 مليون زيارة يومية، بزيادة 165% عن الشهر السابق.
وأحد أسباب شعبية ChatGPT هو إمكانية الوصول إليه، باعتباره خدمة عامة لأى شخص عبر موقع OpenAI الإلكترونى، وتتنوع استخداماته المحتملة من أداء الواجبات المدرسية إلى كتابة المذكرات القانونية.
وبناء عليه سيتأثر قطاع عريض من الوظائف، التى يقوم بها البشر، والذين سيتم استبدالهم ببرامج الذكاء الاصطناعى من أمثال ChatGPT، ووجدت دراسة أجرتها جامعة أكسفورد عام 2013 أنه يمكن إلغاء 47% من الوظائف الأمريكية بواسطة الذكاء الاصطناعى، على مدار العشرين عامًا المقبلة، والوظائف التقنية (المبرمجون ومبرمجو الكمبيوتر ومهندسو البرمجيات ومحللو البيانات).
ويعد الترميز وبرمجة الكمبيوتر من المهارات المطلوبة، لكن من الممكن أن يقوم ChatGPT، وأدوات الذكاء الاصطناعى المماثلة بسد بعض الفجوات فى المستقبل القريب، ويمكن للتقنيات المتقدمة مثل ChatGPT أن تنتج كودًا أسرع من البشر، مما يعنى أنه يمكن إكمال العمل بعدد أقل من الموظفين، وتفكر شركات التكنولوجيا مثل OpenAI مطورة ChatGPT بالفعل فى استبدال مهندسى البرمجيات بالذكاء الاصطناعى.
قد تتأثر وظائف وسائل الإعلام فى جميع المجالات – بما فى ذلك تلك المتعلقة بالإعلان والكتابة الفنية والصحافة، وأى دور يتضمن إنشاء المحتوى – بـ ChatGPT وأشكال مماثلة من الذكاء الاصطناعى، بفضل قدرته على قراءة البيانات النصية وكتابتها وفهمها جيدًا. كما يستطيع ChatGPT القيام بمهام مثل كتابة التقارير، والكتابة بشكل أكثر كفاءة من البشر فى بعض المهام.
بدأت صناعة الإعلام بالفعل فى تجربة المحتوى الذى تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعى، فأستخدم موقع أخبار التكنولوجيا CNET أداة ذكاء اصطناعى مشابهة لـChatGPT لكتابة عشرات المقالات – على الرغم من أن الناشر اضطر إلى إصدار عدد من التصحيحات. ويرى خبراء أن غالبية الأعمال التى يقوم بها منشئو المحتوى غير قابلة للاستبدال بتقنيات الذكاء الصناعى، وأن تلك التقنيات، ربما ستكون عوناً للكتاب لا أن تحل محلهم.
يمكن للذكاء الاصطناعى، تكرار بعض الأعمال التى يقوم بها المحامون، على الرغم من عدم إمكانية استبدالهم بالكامل، فتلك الوظائف مسئولة عن استخدام كميات كبيرة من المعلومات، وتحليلها ثم جعلها قابلة للفهم من خلال موجز أو رأى قانونى.
لكن مرة أخرى، لن يكون الذكاء الاصطناعى قادرًا تمامًا على أن يكون بديلا لهذه الوظائف لأنه يتطلب درجة من الحكم البشرى لفهم ما يريده العميل أو صاحب العمل.
ومما لاشك فيه، أن الذكاء الاصطناعى جيد فى تحليل البيانات والتنبؤ بالنتائج، هذا هو السبب فى أن محللى أبحاث السوق قد يكونون عرضة للتغيير المدفوع بالذكاء الاصطناعى. فمحللو أبحاث السوق مسئولون عن جمع البيانات، وتحديد الاتجاهات داخل تلك البيانات، ثم استخدام ما وجدوه لتصميم حملة تسويقية فاعلة أو تحديد مكان وضع الإعلانات.
يشعر المعلمون فى جميع أنحاء البلاد، بالقلق بشأن الطلاب الذين يستخدمون ChatGPT للغش فى واجباتهم المدرسية، لكن يجب أن يفكروا أيضًا فى أمنهم الوظيفى. فبحسب تقرير لصحيفة نيويورك بوست إنChatGPT يمكنه بسهولة التدريس بالفعل، على الرغم من أنه يحتوى على أخطاء، إلا أنه يمكن تحسينه بسهولة”.
مثل محللى أبحاث السوق والمحللين الماليين، والمستشارين الماليين الشخصيين والوظائف الأخرى فى التمويل الشخصى، الذى يتطلب معالجة كميات كبيرة من البيانات الرقمية، يمكن أن تتأثر بالذكاء الاصطناعى. ويمكن للذكاء الاصطناعى تحديد الاتجاهات فى السوق، وتسليط الضوء على الاستثمارات فى المحفظة التى تعمل بشكل أفضل وأسوأ، ثم استخدام أشكال أخرى مختلفة من البيانات من قبل شركة مالية للتنبؤ بمزيج استثمارى أفضل”.
فى منشور نشر فى هارفارد بيزنس ريفيو فى ديسمبر، أشار ثلاثة أساتذة إلى DALL-E ، وهى أداة ذكاء اصطناعى، يمكنها إنشاء صور فى ثوانٍ، وهو ما يمثل طفرة فى صناعة التصميم الجرافيكى. وكتبوا أن “هذه التطورات الأخيرة فى الذكاء الاصطناعى ستؤدى بالتأكيد إلى فترة من المشقة والألم الاقتصادى لبعض أصحاب هذه الوظائف”.
يُنظر إلى المحاسبة عمومًا على أنها مهنة مستقرة، لكن حتى الموظفين فى هذه الصناعة قد يتعرضون للخطر، مع استبدالهم بسهولة ببرامج معتمدة على الذكاء الاصطناعى.
ربما تكون قد جربت بالفعل الاتصال أو الدردشة، مع خدمة عملاء إحدى الشركات والحصول على إجابة روبوتية، يمكن أن تستمر ChatGPT والتقنيات ذات الصلة فى هذا الاتجاه. وتوقعت دراسة أجريت عام 2022 من شركة الأبحاث التقنية جارتنر، أن تكون روبوتات المحادثة هى قناة خدمة العملاء الرئيسية لما يقرب من 25%، من الشركات بحلول عام 2027.
[ad_2]
Source link